ينعش الضحك النفس ويريح الجسم ويخفف من توترات الحياة ، والضحك ألوان ، الأبيض منه هو ما كان فيه معني طيب ومرح لطيف وهذا النوع يحتاج ذكاء عاليا وخبرة في الحياة وروح خيرة تتمكن من الالتفات لمفارقات المواقف المختلفة وتبرز لمحات المرح لتبث السرور والبهجة فيمن حولها .
أما اللون الأسود فهو ما يلجأ إليه كثيرا كتاب الكوميديا الحديثة لاستخراج الضحكات من الجمهور لأغراض تجارية بحتة ، باستخدام ألفاظ غليظة ومواقف سوقية بغيضة وبث السخرية من كل مقدس والاستهزاء بكل محترم ، إنه ضحك ولكنه ضحك كالبكاء .
وهم يستخدمون حيلا قديمة مستهلكة وأساليب رخيصة ، مثل الاستهزاء بالمدرسين ورجال الدين والآباء ، وجعل الموقف مقلوبا ، المدرس يخاف التلميذ و الأب يخدعه ابنه ورجل الدين ليس جديرا بالاحترام .
من الأساليب المتبعة أيضا إعلاء الباطل وتبريره وإلباسه ثوبا براقا مقبولا ، الحرامي يبدو لنا شخصا لطيفا والنصاب دمه خفيف ووسيم ، والمخدرات لابد منها في جلسات السمر، والشاب المهمش الفاشل الذي لا يستطيع مجرد التحدث بشكل طبيعي هو النموذج الذي يقدمه الفيلم ويجعله بطلا له .
هناك طرقا أشد انحطاطا واستهلاكا مثل أن يلبس الرجل ثياب امرأة وتلبس المرأة ثياب الرجل ، ومنها تقديم المرأة كسلعة وأشياء أخري لا يمكننا الخوض فيها وكل هذا معروف للجميع .
المشكلة أن هذه الأفلام تعرض في التلفزيون ليلا ونهارا حتي حفظها الناس وصارت تعبيراتها متداولة علي ألسنتهم ، وشخصياتها اكتسبت حياة حقيقية ولم تعد مجرد خيالا بل صارت رمزا في الضمير الجمعي ، من الذي يجهل مدلول هذه الشخصيات ؟ ( الحاج متولي ) ( سي السيد ) ( مجموعة الطلبة المشاغبين ) ( العيال كبرت ) ( حرامية في ... ) وأخيرا ( اللمبي ) ؟
لو سألنا الشباب عن كثير من رجال الوطن الشرفاء في الماضي والحاضر لأظهر غالبيتهم جهلا مطبقا ، ولكن رموز الكوميديا السوداء لا ينساهم أحد ، لا يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن هذا الهدم في القيم لدي الشباب يؤتي ثمرته المرة ولو بعد حين ، فأي بناء لو سقطت منه طوبة واحدة فإن مصيره هو السقوط يوما ما ، تنزلق تلك الضحكات المحملة بقيمها الفاسدة بسهولة لداخل الوجدان وتدريجيا تتحول لدوافع للسلوك ، وخاصة أن من سمات مرحلة الشباب الباكر الرغبة في التماثل مع الأقران وعدم الاختلاف عنهم ، وكل شاب يريد أن يكون عصريا ظريفا و ( روش ) ولا يريد أن يتهمه الأصدقاء بالجمود وثقل الظل وينصرفون عنه لأنه جاد أو حريصا علي مصلحته أو مطيعا لوالديه بارا بهم أو محترما لمعلميه أو مخالفا لتعاليم ( اللمبي ) وأمثاله .
كفي ضحكا علينا وعلي شبابنا ، وكفي هدما وتخريبا لكل جميل ومحترم وذو قيمة في حياتنا ،فليست هذه رسالة الفن ، الفنون الحقيقية ترقي بالذوق وتثري الوجدان وتجعل الإنسان يري لمحات من الجمال لم يفطن إليها من قبل ، من يريد إضحاك الناس فليبذل جهدا ويعمل عقله ليروح عنهم ولتكن لديه الموهبة والرغبة في ذلك وإلا فليكف أذاه عنا .
هل حقا هناك من لم يزل يرغب في مشاهدة رجل في ثياب امرأة ، وحفلة صاخبة يلقي فيها المدعوون بكعكة الكريمة في وجوه بعضهم ، ورجلا يضرب الناس علي قفاها ، وشاب قبيح يتطوح بلسان ثقيل مما شرب من قاذورات ، وأناس يتبادلون ألفاظا نابية ، وحرامي يفخر بسرقته ونصابا تحبه البنات ؟
إذا لم يحترمونا فلنحترم نحن عقولنا ومقدساتنا ، وإذا لم يضحكونا فلماذا نسمح لهم بالضحك علينا
[b][i]
أما اللون الأسود فهو ما يلجأ إليه كثيرا كتاب الكوميديا الحديثة لاستخراج الضحكات من الجمهور لأغراض تجارية بحتة ، باستخدام ألفاظ غليظة ومواقف سوقية بغيضة وبث السخرية من كل مقدس والاستهزاء بكل محترم ، إنه ضحك ولكنه ضحك كالبكاء .
وهم يستخدمون حيلا قديمة مستهلكة وأساليب رخيصة ، مثل الاستهزاء بالمدرسين ورجال الدين والآباء ، وجعل الموقف مقلوبا ، المدرس يخاف التلميذ و الأب يخدعه ابنه ورجل الدين ليس جديرا بالاحترام .
من الأساليب المتبعة أيضا إعلاء الباطل وتبريره وإلباسه ثوبا براقا مقبولا ، الحرامي يبدو لنا شخصا لطيفا والنصاب دمه خفيف ووسيم ، والمخدرات لابد منها في جلسات السمر، والشاب المهمش الفاشل الذي لا يستطيع مجرد التحدث بشكل طبيعي هو النموذج الذي يقدمه الفيلم ويجعله بطلا له .
هناك طرقا أشد انحطاطا واستهلاكا مثل أن يلبس الرجل ثياب امرأة وتلبس المرأة ثياب الرجل ، ومنها تقديم المرأة كسلعة وأشياء أخري لا يمكننا الخوض فيها وكل هذا معروف للجميع .
المشكلة أن هذه الأفلام تعرض في التلفزيون ليلا ونهارا حتي حفظها الناس وصارت تعبيراتها متداولة علي ألسنتهم ، وشخصياتها اكتسبت حياة حقيقية ولم تعد مجرد خيالا بل صارت رمزا في الضمير الجمعي ، من الذي يجهل مدلول هذه الشخصيات ؟ ( الحاج متولي ) ( سي السيد ) ( مجموعة الطلبة المشاغبين ) ( العيال كبرت ) ( حرامية في ... ) وأخيرا ( اللمبي ) ؟
لو سألنا الشباب عن كثير من رجال الوطن الشرفاء في الماضي والحاضر لأظهر غالبيتهم جهلا مطبقا ، ولكن رموز الكوميديا السوداء لا ينساهم أحد ، لا يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن هذا الهدم في القيم لدي الشباب يؤتي ثمرته المرة ولو بعد حين ، فأي بناء لو سقطت منه طوبة واحدة فإن مصيره هو السقوط يوما ما ، تنزلق تلك الضحكات المحملة بقيمها الفاسدة بسهولة لداخل الوجدان وتدريجيا تتحول لدوافع للسلوك ، وخاصة أن من سمات مرحلة الشباب الباكر الرغبة في التماثل مع الأقران وعدم الاختلاف عنهم ، وكل شاب يريد أن يكون عصريا ظريفا و ( روش ) ولا يريد أن يتهمه الأصدقاء بالجمود وثقل الظل وينصرفون عنه لأنه جاد أو حريصا علي مصلحته أو مطيعا لوالديه بارا بهم أو محترما لمعلميه أو مخالفا لتعاليم ( اللمبي ) وأمثاله .
كفي ضحكا علينا وعلي شبابنا ، وكفي هدما وتخريبا لكل جميل ومحترم وذو قيمة في حياتنا ،فليست هذه رسالة الفن ، الفنون الحقيقية ترقي بالذوق وتثري الوجدان وتجعل الإنسان يري لمحات من الجمال لم يفطن إليها من قبل ، من يريد إضحاك الناس فليبذل جهدا ويعمل عقله ليروح عنهم ولتكن لديه الموهبة والرغبة في ذلك وإلا فليكف أذاه عنا .
هل حقا هناك من لم يزل يرغب في مشاهدة رجل في ثياب امرأة ، وحفلة صاخبة يلقي فيها المدعوون بكعكة الكريمة في وجوه بعضهم ، ورجلا يضرب الناس علي قفاها ، وشاب قبيح يتطوح بلسان ثقيل مما شرب من قاذورات ، وأناس يتبادلون ألفاظا نابية ، وحرامي يفخر بسرقته ونصابا تحبه البنات ؟
إذا لم يحترمونا فلنحترم نحن عقولنا ومقدساتنا ، وإذا لم يضحكونا فلماذا نسمح لهم بالضحك علينا
[b][i]
الإثنين أغسطس 10, 2009 9:30 pm من طرف sonsonna
» بعد اللى مابينا
الإثنين أغسطس 10, 2009 12:12 am من طرف mohamedemad2010
» قصيدة الحزن
الإثنين أغسطس 10, 2009 12:07 am من طرف mohamedemad2010
» ازمة السكان فى مصر
الإثنين أغسطس 10, 2009 12:05 am من طرف mohamedemad2010
» كلام فى الحب
الإثنين أغسطس 10, 2009 12:04 am من طرف mohamedemad2010
» كيف تجعلين رائحة عطرك تدوم لفترة أطول؟
الأحد أغسطس 09, 2009 11:11 am من طرف sonsonna
» تحية وأكبار
الأحد أغسطس 09, 2009 10:46 am من طرف sonsonna
» أستغفروا الله..أبدأ بهذه الخطوة
الجمعة أغسطس 07, 2009 12:43 pm من طرف sonsonna
» الدورى المصرى
الأربعاء أغسطس 05, 2009 12:58 am من طرف sonsonna